من المعروف ان شعبنا كان يفتقد بشكل عام الى مؤسسات المجتمع المدني الرسمية ومنها الجمعيات الخيرية والانسانية, وذلك بسبب سياسات التفرقة والاضطهاد التي مورست عليه من قبل الانظمة الحاكمة في العراق.

بعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة اذار عام 1991 نزحت الاف العوائل الى مناطق الحدود العراقية مع تركيا وايران بحثا" عن الخلاص وهربا" من قمع نظام صدام البائد, مقيمين في العراء وتحت الاشجار في الوديان والجبال في ظروف مناخية قاسية تحت الامطار والبرد .

ولاجل تقديم المساعدة الفورية الضرورية لهؤلاء النازحين, بادر بعض النشطاء بتشكيل لجنة من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية من ضمن النازحين, وقامت بالاشراف على توزيع المساعدات النقدية والمواد العينية العاجلة بما يوازي الحالة الطارئة. بعدها قامت اللجنة بتنظيم توزيع المساعدات والمؤن التي بدأت تصل والمرسلة من المؤسسات القومية في بلدان المهجر.

وبعد فرض المنطقة الامنة شمال العراق واستقرار الاوضاع وعودة النازحين الى قراهم ومناطقهم المدمرة والمهجرة والتي كانت في امس الحاجة الى الاعمار , وكان اهالي القرى لا يمتلكون ابسط مقومات العيش في ظل الحصار الاقتصادي الدولي المفروض على العراق وكذلك الحصار الذي فرضه النظام السابق على المنطقة . وتشكلت اللجنة الخيرية الاشورية/العراق رسميا" في ربيع عام 1991 بتطوير اللجنة السابقة ووضع برنامج ونظام داخلي . وبدات لجنتنا كاحدى المنظمات الانسانية العاملة في المنطقة تقوم بالتنسيق مع الوكالات التابعة للامم المتحدة التي بدأت العمل الانساني في العراق, وكذلك مع المنظمات الانسانية الدولية والمحلية الاخرى. وتوسعت وانتظمت البرامج الانسانية للجنتنا الخيرية بتوزيع المساعدات والارزاق والأدوية والقيام بجولات طبية في قرى المنطقة المختلفة , والدعم المادي للمحتاجين الى العلاج الطبي والمساعدة في اعادة تأهيل القرى بتوفير المستلزمات والادوات الزراعية الاساسية لتأمين وارد ذاتي لتلك القرى والاعتماد على انفسهم .

ان من المهام الاساسية التي اخذتها اللجنة الخيرية على عاتقها بعد بداية عملية التعليم السرياني تأمين مستلزمات نجاح هذه الخطوة بكل مفرداتها الكثيرة ومنها تأمين طبع كتب السريانية وعملية نقل الطلاب بالباصات ودفع اجور المحاضرين ومصاريف الاقسام الداخلية وغيرها الكثير، هذا منذ بداية تطبيق قرار التعليم باللغة السريانية في 1992.

كما وان تأسيس منظمات المجتمع المدني بعد توفر اجواء الحرية لذلك مثل اتحادات الطلبة والشبيبة والنساء والمراكز الثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها, كلها كانت تعتمد بشكل كبير على دعم لجنتنا الخيرية المباشر او من خلال الجهود لتأمين الدعم لها من مؤسسات وفعاليات شعبنا في دول المهجر ومن مؤسسات خيرية وانسانية اخرى.

ولقد كان تأسيس اللجنة الخيرية الاشورية في اميركا(AASA)  السند الرئيسي في تأمين استمرار نشاط لجنتنا الخيرية في الوطن من خلال الدعم المنتظم وبالاخص لعملية التعليم السرياني .

واستمر عمل لجنتنا الخيرية في اغاثة القرى ومساعدة العوائل المحتاجة في كل القصبات والمدن, حيث تفاقمت الحاجة وانخفض المستوى  المعيشي والاقتصادي في سنوات الحصار الدولي, لا سيما قبل البدء بتطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء اواخر عام 1996 .

الجدير الاشارة اليه ان العاملين في لجنتنا الخيرية من اعضاء هيئتها الادارية هم من المتطوعين , عدا صرف الرواتب المناسبة للكادر الهندسي والفني في تنفيذ المشاريع . كما وان من اولويات اللجنة اشراك الخيرين من ابناء شعبنا للعمل الطوعي, وكذلك مشاركة ابناء القرى المستفيدين من مشاريع واعمال اللجنة الخيرية.

واستمر العمل على تطوير اعمال اللجنة في مجالات مختلفة واصبح لها اقسام متخصصة .